أهلاً وسهلاً!
تأسست مؤسسة داو انطلاقاً من رؤية من أجل رفاهية الجميع، مع التركيز على التعليم، والقيادة، والعدالة الاجتماعية. وتتمثل رسالتها في مساعدة الطلاب على إيجاد صوتهم ومسارهم، ومتابعة أحلامهم. الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو تعزيز فرص الحصول على التعليم للشباب في جميع أنحاء العالم. في عام 2013، وفي إطار مشروع تعليمي وإنساني (جامعة ألبرتا، Me to We) في كينيا، أطلقتُ مؤسسة داو للتعليم في العمل. وإدراكاً مني لأهمية قضايا المواطنة العالمية والعدالة الاجتماعية، اغتنمتُ الفرصة لاكتشاف بلد أفريقي آخر وهو كينيا. تضمنت هذه التجربة الدولية تبادلًا ثقافيًا وفرصًا للتفكير النقدي حول التجربة التعليمية في كينيا، بالإضافة إلى مشروع خدمة مجتمعية شاركت فيه في بناء مدرسة في منطقة ماساي مارا الريفية. لقد كان شرفًا عظيمًا أن أعمل جنبًا إلى جنب مع قادة كينيا ومعلميها وعائلاتها، وكان من دواعي فخري أن أكون مدعوًا إلى تجسيد الرسالة: «فكر عالميًا، وتصرف عالميًا أو محليًا».
ومنذ ذلك الحين، بدأتُ في تطوير مشروع تعليمي يهدف إلى دعم المبادرات التي تمنح الشباب فرصة مواصلة دراستهم الثانوية في بلدي الأم، موريتانيا، وتحديدًا في المجتمع الذي نشأتُ فيه، بلدية داو. وباعتباري مدركًا تمامًا لتأثير الفقر على فرص الطلاب في إكمال تعليمهم، ساعدتُ العديد من المؤسسات التعليمية (كندا، الولايات المتحدة، النرويج، فنلندا) على فهم الوضع الحرج الذي تعيشه الدول الأفريقية والتي هي في أمسّ الحاجة إلى دعم أصحاب الامتيازات. ومن هنا، بدأتُ في استثمار وقتي وجهودي لوضع خطط تهدف إلى إنشاء مدرسة في بلدية داو بموريتانيا.
واليوم، أتوجه بنداء لدعم هذا المشروع الذي يحمل سكان داو حلم تحقيقه بكل حب وإصرار، وهو بناء مدرسة لأطفالهم. يدرك أولياء أمور الطلاب في داو أن التعليم هو المفتاح لحياة أفضل. ولا يطلبون أكثر من حقهم الطبيعي الذي ينص عليه المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: التعليم للجميع. في العام الماضي، اجتمع القادة المحليون، وأعيان القرية، والأهالي، وأعضاء تعاونية النساء، والمسؤولون عن الأنشطة الثقافية والرياضية، وكذلك الشباب أنفسهم، في اجتماع خاص للالتفاف حول هذه القضية التي أصبحت في صميم أولوياتهم. إنهم يريدون إنشاء مدرسة ثانوية في داو وهم على استعداد لبذل الجهد اللازم لتحقيق هذا الهدف. فالالتحاق بالدراسة خارج القرية يمثل تحديًا كبيرًا، خاصةً للفتيات اللواتي يواجهن صعوبات شديدة بسبب بُعد المسافة. المدرسة الحالية ضيقة ومتهالكة ولا تلبي احتياجات الطلاب، وبعض الأطفال ينتظرون دورهم في الحصول على التعليم. وفي ظل هذه الظروف، ليس من المستغرب ارتفاع نسبة التسرب بعد المرحلة الابتدائية. ولكن كما يطالب الآباء، فإن إنشاء مدرسة ثانوية جديدة سيمنح هؤلاء الشباب فرصة للاستمرار في التعليم والبقاء بالقرب من أسرهم. نحن نؤمن أن التعليم هو الطريق نحو تحقيق الذات، وهذا ما نتمناه لكل أطفال داو. ومن هذا المنطلق، وبكل حماس وإصرار، أقترح إنشاء مؤسسة تعليمية لتحقيق هذا الحلم في موريتانيا.
مؤسسة داو، التعليم.